
أروع كلام عن الجنة
01/11/2024 | 6 min
وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيأروع كلام عن الجنةقال النبي ﷺ: "ما منكم من أحدٍ إلا وله منزلان: منزلٌ في الجنة ومنزلٌ في النار، فإذا ماتَ فدخل النار، ورِث أهل الجنة منزله، فذلك قوله تعالى: "أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون" (صحيح الجامع). فيا أيّها المشتاق للجنّة.. إياك ثم إياك أن تفرّط في منزلك! إيّاك أن تغفل وتنسى، أنّ الله أعدّ لك منزلاً في الجنة، هو لك.. إن اجتهدتَ وعملت! وقد يذهب إلى غيرك إن تكاسلتَ وعصيت! فيا أيّها المشتاق للجنّة.. اعمل لمنزلك الذي هناك، وإذا أتاك الفقر والعوز، ولم تجد سعةً في هذه الدنيا، فاعلم أنَّ السعة هناك، واعلم أنَّ ما فاتك في الدنيا هيّن، بيتٌ يخرَب، ومالٌ يَذهب، وزوجةٌ تُفارِق، وصحةٌ بعدها سَقم، دنيا دنيّة! لا راحة فيها ولا قرار، والمخذول.. من قدَّمها على الآخرة، نعوذ بالله من الخذلان./ روي عن القعقاع الأوسي، أنّه قال لصاحبه: قل لي شيئاً يشوّقني إلى الجنة! فقال له القعقاع: "فيها رسول الله"!! ﷺ.. وأنا أقول: فيها رؤية الله!! وفيها رضوان الله.. وفيها الحديث مع الله.. وفيها رفقة رسول الله، وفيها صحابة رسول الله! وفيها أولياء الله! فأنعم بالجنة وأكرم.. في الجنة سيموت الفقر، وإجهاد السهر، وتعب السفر، في الجنة تختفي دموع الحنين وإرهاق السنين وفقد المحبين! جعلني الله وإياكم من سكانها.. آمين، في الجنة.. ستشعر بتفاهة ذلك الهم، الذي استولى على قلبك في الدنيا، في الجنة.. ستشعر بتفاهة تلك الخصومة، التي فرّقت بينك وبين إخوانك، والتي كدّرت صفوك! في الجنة.. ستشعر بسخافة مجالس اللغو، التي أضاعت وقتك! وعندما تقف عند باب قصرك في الجنّة، وتنظر لمساحاته الهائلة تعلم يقيناً أنَّ الدنيا، كل الدنيا لا تساوي شيئًا! في الجنة لن تقع عينك على بائس، ولا مهموم، ولا محزون! كلّ الأحزان والآلام والأوجاع.. ستنساها في أول دقيقةٍ في الجنة! عفوًا.. لا زمن في الجنة! فالجنة فوق المكان وفوق الزمان! حياة أبدية سرمديّة! لا تعرف الوقت ولا الزمن! الجنة.. إنها الحب الذي بخلت به الدنيا، الجنة.. إنها السعادة الذي ضاقت بها الحياة، الجنة.. إنها الفرح الذي لم تتسع له الأرض! الجنة.. إن كنتَ مشتاقاً لها، فكُن مُحسناً فيما بقي لك في الدنيا من أيامها.. فلربما تُجزَى عن الإحسان بالإحسانِ.. أسأل الله أن يرزقني وإياك الفردوس الأعلى من الجنان! أيّها المشتاق للجنّة.. سيكون يومًا رائعا عندما تُبعث، وترى الملائكة في انتظارك، {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}، سيكون يومًا رائعًا، عندما تصرخُ من الفرح: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}، سيكون يومًا سعيدًا، وأنت تمشي ولأول مرة، في زمرة المرضيِّ عنهم، ويتقدّمك نبيٌّ اسمه محمد e: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}، سيكون يومًا جميلا، عندما تكون ضيفًا مرغوبًا، وتسمع نداءً خاصًا، لك ولمن معك: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}.. استعد جيدًا يا أيّها المشتاق للجنّة.. لحفلة التكريم، نعم.. تنتظرك حفلةُ تكريمٍ سرمدية، ما عرفت مثلَها الدنيا، فقط.. كن على العهد، وواصل المسير! وسنلتقي قريبًا بإذن الله هناك.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

آخر من يدخل الجنة
31/10/2024 | 5 min
وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيآخر من يدخل الجنةأيّها المشتاق للجنّة.... أورد الإمام مسلم في صحيحه، عن عبد الله بن مسعود t أنّ رسول الله ﷺ قال: "آخِرُ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً، ويَكْبُو مَرَّةً،وتَسْفَعُهُالنّارُمَرَّةً (أي تضرب النار وجهه وتسوده وتترك فيه أثرا)، فإذا ما جاوَزَها التَفَتَ إلَيْها، فقالَ: تَبارَكَ الذي نَجّانِي مِنْكِ، لقَدْ أعْطانِي اللَّهُ شيئًا ما أعْطاهُ أحَدًا مِنَ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ، فَتُرْفَعُ له شَجَرَةٌ، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِن هذِه الشَّجَرَةِ فَلأَسْتَظِلَّ بظِلِّها، وأَشْرَبَ مِن مائِها، فيَقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يا ابْنَ آدَمَ، لَعَلِّي إنَّ أعْطَيْتُكَها، سَأَلْتَنِي غَيْرَها، فيَقولُ: لا يا رَبِّ، ويُعاهِدُهُ أنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَها، ورَبُّهُ يَعْذِرُهُ لأنَّهُ يَرى ما لا صَبْرَ له عليه، فيُدْنِيهِ مِنْها، فَيَسْتَظِلُّ بظِلِّها، ويَشْرَبُ مِن مائِها، ثُمَّ تُرْفَعُ له شَجَرَةٌ هي أحْسَنُ مِنَ الأُولى، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِن هذِه لأَشْرَبَ مِن مائِها، وأَسْتَظِلَّ بظِلِّها، لا أسْأَلُكَ غَيْرَها، فيَقولُ: يا ابْنَ آدَمَ، ألَمْ تُعاهِدْنِي أنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَها، فيَقولُ: لَعَلِّي إنْ أدْنَيْتُكَ مِنْها تَسْأَلُنِي غَيْرَها، فيُعاهِدُهُ ألا يَسْأَلَهُ غَيْرَها، ورَبُّهُ يَعْذِرُهُ لأنَّهُ يَرى ما لا صَبْرَ له عليه، فيُدْنِيهِ مِنْها فَيَسْتَظِلُّ بظِلِّها، ويَشْرَبُ مِن مائِها، ثُمَّ تُرْفَعُ له شَجَرَةٌ عِنْدَ بابِ الجَنَّةِ، هي أحْسَنُ مِنَ الأُولَيَيْنِ، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، أدْنِنِي مِن هذِه لأَسْتَظِلَّ بظِلِّها، وأَشْرَبَ مِن مائِها، لا أسْأَلُكَ غَيْرَها، فيَقولُ: يا ابْنَ آدَمَ، ألَمْ تُعاهِدْنِي أنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَها، قالَ: بَلى يا رَبِّ، هذِه لا أسْأَلُكَ غَيْرَها، ورَبُّهُ يَعْذِرُهُ لأنَّهُ يَرى ما لا صَبْرَ له عليه، فيُدْنِيهِ مِنْها، فإذا أدْناهُ مِنْها، سمعَ أصْواتَ أهْلِ الجَنَّةِ، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، أدْخِلْنِيها، فيَقولُ: يا ابْنَ آدَمَ ما يَصْرِينِي مِنْكَ؟ (أي: أَيُّ شيءٍ يرضيك؟ ويقطع السؤال بيني وبينك)، أيُرْضِيكَ أنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيا ومِثْلَها معها؟ قالَ: يا رَبِّ، أتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟.. فَضَحِكَ ابنُ مَسْعُودٍ – وهو راوي الحديث-، فقالَ: ألا تَسْأَلُونِي مِمَّ أضْحَكُ؟ فقالوا: مِمَّ تَضْحَكُ؟ قالَ: هَكَذا ضَحِكَ رَسولُ اللهِ ﷺ، فقالوا: مِمَّ تَضْحَكُ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ النبي e: مِن ضَحِكِ رَبِّ العالَمِينَ حِينَ قالَ: أتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟ فيَقولُ: إنِّي لا أسْتَهْزِئُ مِنْكَ، ولَكِنِّي على ما أشاءُ قادرٌ"../ فيبدأ هذا الرجل الذي هو آخر أهل الجنة دخولاً، يذكر طلباته، ويعدّد أمنياته، حتى يأتي على آخرها.. "ويذكّره الله، سَلْ كذا وكذا، فإذا انقطعت به الأماني، قال الله: هو لك وعشرة أمثاله!" يا سبحان الله.. خزائن الرحمن ملأى، لا تغيضها النفقة! وفي رواية، أنّ الله تعالى يقول له: "أترضى أن يكون لك مثلُ مُلكُ مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ رب، فيقول: لك ذلك، ومثلُه، ومثلُه، ومثلُه، ومثلُه، فقال في الخامسة: رضيتُ رب، فيقول: هذا لك، وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهَتْ نفسُك، ولذَّت عينُك. فيقول: رضيتُ رب!".. ثم يقول: "ما أعطي أحدٌ مثلَ ما أعطيت"! الله أكبر.. أيّها المشتاق للجنّة، هذا أدنى أهل الجنة منزلة! فكيف بأعلاهم منزلة؟ أولئك غَرَسَ الله كرامتهم بيده، وختمَ عليها، فلم ترَ عينٌ، ولم تَسمع أذنٌ، ولم يَخطُر على قلب بشر! © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

كلام الله مع أهل الجنة
30/10/2024 | 6 min
وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيكلام الله مع أهل الجنةأعظم نعيمٌ يتلذّذ به أهل الجنة، هو رؤية الله عزّ وجل، رؤية خالقهم الذي عبدوه في الدنيا ولم يروه! فهناك.. وجوههم ناضرة، إلى ربها ناظرة.. ويأتي بعد ذلك: النعيم الثاني، أعظم نعيمٍ يتنعّم به أهل الجنة بعد رؤية الله تعالى، إنّه كلام الله لأهل الجنة! نعم.. بعد استقرار أهل الجنة في الجنّة، يكلِّم الله أهل الجنة ويناديهم، لذا بوّب البخاري في صحيحه: "بابُ كلامِ الربِّ مع أهل الجنة"، عن أبي سعيد الخدري t قال: قال النبي ﷺ: «إنَّ الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة؟ فيقولون: لبَّيك وسعديك والخير في يديك، فيقول: هل رضِيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك، فيقول الله: ألا أعطيكم أفضلَ من ذلك؟ فيقولون: يا ربّ، وأيُّ شيء أفضلُ من ذلك؟ فيقول الله: أحِلُّ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا». اللهم اجعلنا من أهل طاعتك ورضوانك آمين، فرؤية الله في الجنة، وكلام الله مع أهل الجنة، ورضوان الله على أهل الجنة.. هذه الثلاث.. أعظم نعيم أهل الجنان! إنّها أعظم من شجرها وعيونها، ومن حريرها وحورها، ومن أنهارها وقصورها! ما أروع أن تكون عبدًا مرضيًا؟ أيّها المشتاق للجنّة.. أتظنُّ أنّ فوز العبد برضوان الله، شيءٌ قليل؟ قال الله تعالى:{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} [التوبة:72]. ولله در القائل: قليل منك يكفيني ولكن * قليلك لا يقال له قليل!! فيا للكرامة!! "أحلُّ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً"!! هذا هو النعيم الأبدي، هذا هو النعيم الحقيقي! وهذا هو غاية المنى والمراد! يا الله.. ثم يُؤتى بالموت كهيئة كبشٍ أملح، فينادي منادٍ: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت! ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت! فيؤمر به فيذبح على قنطرة بين الجنة والنار! ثم ينادى: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت! فتتقطع أنفس أهل النار حسراتٍ إلى حسراتهم! وتطير أفئدة أهل الجنة فرحًا.. فلا كدرٌ، ولا تعب، ولا همٌ، ولا غمٌ، ولا موتٌ، ولا نصب! بعد هذه اللحظة! وتستقر الخليقة، فريق في الجنة، وفريق في السعير../ أيّها المشتاق للجنّة.. نحن في رحلة في هذه الحياة الدنيا، وكلُّ يوم يمضي نقطع به جزءًا من هذه الرحلة، كلُّ يوم تغرب شمسه نبتعد به عن الدنيا، ونقتربُ من الدار الآخرة، كلُّ يوم يمضي نقترب به من دار الجزاء، فلنستعدَّ لهذه الرحلة بخير الزاد، فلنبدأ من الدنيا، حتى نلتقي في الجنة!/ فالله أكبرُ! إذا وطئ العبد أرض الجنّة، الله أكبر! إذا حلَّ بين قصورها، الله أكبر! إذا أكل من ثمارها، الله أكبر! إذا شرب من أنهارها، الله أكبر! إذا ارتشف من رحيقها، الله أكبر! إذا جاورَ النبيين والصديقين فيها، الله أكبر! إذا رأى منازل الجنان، الله أكبر! إذا زال عنه الهم والغم والكدر، الله أكبر! إذا انتهت عند باب الجنة الهموم، وزالت عن أهل الطاعات الغموم { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر:34]. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

رؤية الله في الجنة
29/10/2024 | 6 min
وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيرؤية الله في الجنةعندما نقرأ سورة الكهف، ونصل إلى آخر الآيات فيها، نقرأ قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا)، فالله تعالى عبّر عن جنة الفردوس بأنّها نُزُل! والنُّزل هي الضيافة، أي أنّ جنّة الفردوس هي بمنزلة الهديّة والتكريم الذي يقدّم للضيف أثناء قدومه! بمعنى: أنّ هناك شيئًا أعظم من الفردوس الأعلى ينتظر المؤمنين! فالفردوس الأعلى بكل نعيمها من: المآكل والمشارب والمناظر والأنهار والعيون والخدم، مجرد هدية ومجرد نزل! إذن.. ما هو النعيم الحقيقي والكامل لأهل الجنة؟ اعلم.. أيّها المشتاق للجنّة.. أنَّ نعيم الجنة الحقيقي ليس في شجرها، ولا في عيونها، ولا في حريرها، ولا في حورها، ولا في أنهارها، ولا في قصورها.. ولكنَّ نعيمَ الجنة الحقيقي في رؤية وجه ربها!! أيّها المشتاق للجنّة.. كل نعيمٍ في الجنة، والله، لا يساوي شيئًا أمام لذَّةِ نظرِ العابد إلى وجه المعبود، وهو أعظم نعيمٍ يمنحه الله لمخلوق! قال الله:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:26] الحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي التمتع بالنظر إلى وجه خالقِ الجنة، هذه هي غاية المنى، وهذا هو غاية المراد، أن يتمتَّع المشتاق للجنّان، بالنظر إلى وجه رب الأرباب، إلى النظر إلى وجه الكريم التواب، عز وجل! قال النبي ﷺ: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة، إنَّ لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقِّلْ موازيننا، ويبيّضْ وجوهنا، ويُدخلْنا الجنة، ويُجرْنا من النار، قال: فيكشفُ لهم الحجاب، فينظرون إليه! قال: فوالله ما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إليه، ولا أقرَّ بأعينهم".. فإذا رأى أهل الجنّة ربّهم، أصابهم من النور والضياء، ووجدوا من اللذة ما يصغر معه كلّ نعيمٍ في الجنة، ورجعوا إلى بيوتهم، وقد ازدادوا حُسنًا وبهاءً، نضارة جمالاً، اقرؤوا إن شئتم: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة).. يا الله! فهذه اللذّة الحاصلة، هي الغايةُ القصوى في نعيم الآخرة، والدرجةُ العليا من العطايا الفاخرة، بلّغنا الله إياها.. لذا جاء في دعاء النبي e: "وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك" (صحيح النسائي)، فيتلذّذُ أهلُ الجنة، برؤية الباري سبحانه، ولاسيما.. في أوقات الصلوات في الدنيا، كالجُمع والأعياد، قال ابن رجب: "كلُّ يومٍ كان للمسلمين عيدًا في الدنيا، فإنه عيدٌ لهم في الجنة، يجتمعون فيه على زيارة ربهم، ويتجلَّى لهم فيه".. أمَّا خواص أهل الجنة، فكلُّ يومٍ لهم عيد، يزورون ربهم كل يوم مرتين: بكرةً وعشيًّا، فكما كانت أيامهم كلها في الدنيا أعيادًا، صارت أيامهم في الآخرة كلَّها أعيادا! قال ابن تيمية: "وقد جاءت الآثار عن النبي ﷺ بأنه تبارك وتعالى، يتجلى لعباده المؤمنين يوم الجمعة، وأنَّ أعلاهم منزلة من يرى اللّه كل يومٍ مرتين!".. لذا قال عبد الله بن مسعود: "سارعوا إلى الجمعة، فإنَّ الله يبرز لأهل الجنة في كلِّ جمعة، في كثيب من كافور، فيكونون في قربٍ منه، على قَدر تسارعهم إلى الجمعة".. اللهم إنا نسألك الجنة.. وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار.. وما قرب إليها من قول أو عمل، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

أمنيات أهل الجنة
28/10/2024 | 5 min
وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيأمنيات أهل الجنةيعيش الإنسان في هذه الدنيا.. بين طموحٍ وأحلام، وأمنيات وآمال.. يأتيه الموت، وما استطاع بلوغها، فإن مات على خير، فإني أبشركم بأنّ العاقبة له، وأنه سينتقل إلى دار الكريم سبحانه.. سينتقل إلى الجنة.. وفيها فوق ما يخطر بالبال، أو يدور في الخيال. قال رسول الله ﷺ: "قال الله: أعددتُ لعبادي الصالحين، ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا إن شئتم: "فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ" متفق عليه. وقال تعالى:" لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ، كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا" {الفرقان:16}. يا الله.. هذا وعدٌ من الله، ومن أصدق من الله حديثا؟ قالابن كثيرفي تفسير هذه الآية: "لهم فيها ما يشاؤون، من: مآكلَ، ومشاربَ، وملابسَ، ومساكنَ، ومراكبَ، ومناظرَ، وغيرِ ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب أحد". يا الله ما أكرمك.. ماذا تتمنى في الجنة؟ كل أمنياتك محقّقة، فالإنسان في الجنة لا يحرم من شيء يتمنَّاه! قال النبي ﷺ: "المؤمنُ إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حملُه ووضعُه في ساعةٍ واحدة ،كما يشتهي". ففي الجنة يتحقّق للإنسان كلّ ما يتمناه، حتى وإن كان مستحيلا عادةً بمقاييس الدنيا! أما المستحيل لذاته، فليس بشيء أصلاً، فلا يصح افتراض تحقّقه! أتى أعرابيٌّ النبي ﷺ، فقال: إني أحبُّ الخيل، فهل في الجنة خيل؟ فقال ﷺ: "إذا دخلتَ الجنة، أُتِيتَ بفرسٍ من ياقوتةٍ، له جناحان، فحُملتَ عليه، فطار بك في الجنة حيث شئت" (صحيح الترغيب). ومع كثرة أشجار الجنة وتنوّع ثمارها، فإنَّ بعض أهل الجنة يتمنى أن يزرع، واسمعوا معي إلى هذه الحادثة اللطيفة، ففي صحيح البخاري، أنّ رسول الله e أخبر: "أنَّ رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال الله له: أولستَ فيما شئت؟ قال: بلى! ولكن أحبُّ أن أزرع"، فأذن له الله عز وجل بالزّرع، فألقى الرجل البذور على أرض الجنة، فأسرع نموّ هذا الزرع، كلمح البصر! وصار الزّرع مثل الجبال في ضخامته! يا سبحان الله.. "فيقول الله: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يُشبعك شيء"! فقال أعرابيٌّ كان عند رسول الله: "يا رسول الله، لا تجد هذا الرجل إلا قرشياً أو أنصارياً! فإنّهم أصحاب زرع، فأمّا نحن فلسنا بأصحابِ زرع! فضحك رسول الله e".. بأبي هو وأمي e! لكن.. هل يقف الأمر على حدود ما يتمنّاه العبد فحسب؟ كلا.. بل يتفضل الله عليه بأكثر مما يتمناه! قال النبيُّ ﷺ: "إن أدنى مقعد أحدِكم من الجنة، أن يقول له: تمنَّ، فيتمنى ويتمنى، فيقول له: هل تمنيت؟" أي: هل استوفيتَ كلِّ ما تشتهيه وتحبُّه؟، "فيقول: نعم، فيقول له: إنَّ لك ما تمنيت، ومثلَه معه"!، أي لك ما تمنّيت، ولك فوق ذلك الضّعف! وهذا أدنى أهل الجنّة منزلةً ومرتبةً، يَنال أمانيه كلَّها، بحيث لا تبقى له أمنية! هناك في الجنة.. تتحقق الآمال، وتُنفّذ الأمنيات، ويَحصلُ كلّ مطلوب! وبعدها.. لم يبق لأهل الجنّة إلا الثناء، الثناء للباري سبحانه: "دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين".. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.



وصف الجنة